الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

الععصر البطلمي- عمارة 4

  • المعابد الإغريقية
طباعة أرسل لصديق
لم تكشف الحفائر عن أي معبد إغريقي بطلمي له أية قيمة تاريخية ، بل لم يصل إلينا أي وصف دقيق لمعبد واحد من هذه المعابد ، وإن كنا نعرف أنه قد أنشئت معابد كبيرة للآلهة الإغريقية في الإسكندرية وبطوليميس ومنف .

ولذلك إذا استثنينا بقايا معبدين صغيرين من الطراز الدوري كان أحدهما في الإسكندرية، والآخر في الآشمونين، فإن كل ما نعرفه عن المعابد الإغريقية البطلمية في مصر مقصور على قائمة طويلة بأسمائها، وبعض المواقع التي يظن أنها كانت تقوم عليها، وبعض النقوش على أحجار استخدمت في بنائها. ويجب أن يلاحظ أن كل معابد نقراطيس ترجع إلى ما قبل عصر البطالمة.

وإزاء ذلك تتمتع بأهمية عظمى بقايا الأعمدة الإغريقية التي عثر على أغلبها في الإسكندرية. وحسبنا أن نذكر هنا أنه قد عثر على بقايا أعمدة من الطراز الثلاثة المعروفة في العمارة الإغريقية، وهي الطراز الدوري والطراز الأيوني والطراز الكورنثي، وأغلبها جميعًا إغريقية بحت إلا أننا نرى في بعضها مزيجًا من العناصر الإغريقية والعناصر المصرية. وإلى جانب بقايا الأعمدة الإغريقية بالبحت والبقايا التي تختلط فيها العناصر المصرية بالإغريقية، قد وجدت في الإسكندرية أيضًا أعمدة مصرية بحت مثل أعمدة قاعة ولائم بطلميوس الثاني وسفينة بطلميوس الرابع. يضاف إلى ذلك أن علماء الحملة الفرنسية قد شاهدوا في البحر عند ساحل جزيرة فاروس وبالقرب من الجمارك أعمدة مصرية وأخرى إغريقية .

ولقد رأينا أنه كانت توجد في مصر في خلال عصر البطالمة مقابر إغريقية وبيوت إغريقية. وقد عرفنا أيضًا أنه شيدت في خلال ذلك العصر معابد عديدة للآلهة الإغريقية. وإذا كان الأفراد قد عنوا بأن يتفق طراز بيوتهم ومقابرهم مع أسلوب حياتهم، فهل يبعد أن عند تشييد معبد لأحد الآلهة كانت تتخذ كل حيطة كلي يتمشى طراز المعبد مع صبغة العبادة التي يمثلها ذلك الإله، فتكون معابد الآلهة الإغريقية إغريقية بحت، ولاسيما أن كل ما يتصل بالديانة يكون عادة أبعد الأشياء عن التغيير والتبديل؟ ويؤيد هذا الفرض بقايا المعبدين الدوريين الصغيرين اللذين عثر عليا في الإسكندرية وفي الأشمونين وكذلك بقايا أخرى من أعمدة إغريقية بحت. وقد يعترض على ذلك بأن بعض المنشآت الإغريقية زينت بعناصر مصرية، وبأن عددًا كبيرًا من إغريق الأقاليم كانوا يعيشون في منازل مصرية، بيد أنه إذا كانت الميول الخاصة هي سبب الظاهرة الأولى وكانت الظروف هي التي أملت الظاهرة الثانية، فإنه ن المستبعد جدًا أن يكون لهذه العوامل الأثر نفسه في المعابد أيضًا. أما الأعمدة التليلة التي تختلط فيها العناصر المصرية بالعناصر الإغريقية، فإنها في اعتقادنا تتمشى مع نزوات أصحاب المنشآت الخاصة أكثر مما تتمشى مع جلال المعابد وروعتها وفي الواقع أننا لا نعرف نوع المنشآت التي كانت هذه الأعمدة تنتمي إليها يومًا من الأيام.

ليست هناك تعليقات: