الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

العصر البطلمي- الآداب والعلوم5

  • علما الحيوان والنبات
طباعة أرسل لصديق
إن شعبًا كالشعب الإغريقي كان يقضي جانبًا كبيرًا من حياته في الخلاء وفي البحار ، وكان بطبيعته قوى الملاحظة محبًا للإطلاع . لم تفته ملاحظة عادات الطيور والحيوانات والأسماك ومختلف أنواع النبات وعندما أتى أرسطو بقواعد البحث العلمي ، كون وقسم مجموعة كبيرة من الملاحظات في سلسلة من الرسائل ، كانت أجلها قدرًا عن الحيوانات .

وقد اشتغل بعد ذلك بدراسة علمي الحيوان والنبات عالمان بارزان كان أحدهما تلميذاً نابهًا لأرسطو يدعى ثيو فراسطوس، الذي أوصى استاذه بأن يخلفه في رياسة أكاديميته المشهورة (ليكيوم)، وحظى بتقدير الكثيرين من ملوك عصره، وكان بطلميوس الأول من بينهم. أما الآخر فهو استراتون وكان معلم بطلميوس الثاني وخليفة ثيوفواسطوس في زعامة مدرسة المشاءن منذ عام 288 ق.م. وعلى الرغم من الرسائل التي وضعها هذا العالمان عن علم الحيوان فإن هذا العلم لم يتقدم كثيرًا عما وصل إليه أرسطو. وأهم ما أصابته دراسة الحيوان أن العالم الإغريقي أصبح يألف عددًا من الحيوانات الغريبة. ولاشك في أنه قد ساعد على ذلك حديقة حيوان بطلميوس الثاني، التي كانت تضم عددًا من مختلف أنواع فصيلة النمر وأبقارًا هندية وإفريقية وحميرًا وحشية وثعبانًا ضخمًا طوله 45 قدمًا وظرافة وكركدن ودبًا قطبيًا وعددًا كبيرًا من مختلف أنواع الطيور.

أما علم النبات فقد كان أكثر توفيقًا بفضل أبحاث ثوفراسطوس. التي كانت أهمها رسالة عظيمة عن تاريخ النبات بقيت أمدًا طويلاً أرفع ما وصل إليه علم النبات. مع أن ثيوفراسطوس لم يقصر أبحاثه على لون واحد من أوان المعرفة، إلا أنه كان عالمًا أكثر منه فيلسوفًا فأدى لعلم النبات من الخدمات نظير ما أداه أرسطو لعلم الحيوان. وقبل عهد ثيوقراسطوس، كان النبات يدرس قبل كل شيء لمعرفة فوائده، فرفع هو هذه الدراسة إلى مستوى العلم البحت .

وعدد الحقائق التي جمعها عظيم جدًا ويدل على أنه لم يعتمد فقط على ملاحظاته الشخصية في حديقة الأكاديمية وفي أسفاره بل كذلك على المعلومات التي كان يمده بها أصدقاؤه في مختلف أنحاء العالم. وقد ذكر في رسائله خمسمائة نوع من مختلف أنواع النبات، وأظهر معلومات نثير الدهشة في كثير من الأحيان، لأن الميكروسكوب لم يكن قد عرف بعد ولأن علم الكيمياء كان لا يزال في المهد. وقد قسم النبات تقسيمًا لا يفي بطبيعة الحال بأغراض العلم الحديث، لكنه فرق بين النباتات المزهرة وغير المزهرة ووصف بدقة أعضاء النبات: الجذر والساق والفرع والورقة والبذرة والثمرة وتجمع المراجع على امتداح ملاحظاته الدقيقة عن ظواهر التنبيت وكذلك فكرته الواضحة عن توزيع النبات تبعًا للمناخ والتربة. وكان الإغريق يعرفون منذ أمد بعيد إخصاب النخيل، لكن ثيوفراسطوس وصف هذه العملية وصفًا مطولاً وقارئها بإنضاج التين .

وعلى الرغم من أن طبيعة النبات الجنسية لم تكن قد عرفت بعد فإنه كان يسمى الذكر من فصائل النبات والأزهار "عاقرًا" والأنثى منها "خصبًا". ويدل البحث الحديث على أنه كان لثيوفراسطوس عدد غير قليل من الكشوف المبتكرة في علم النبات. ومهما كان أمر هذه الكشوف، فإنها لا يمكن أن تقارن بفضل هذا العالم في وضع أساس علم النبات وتمهيد السبيل لمن أتى بعده من الباحثين المتأخرين.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

King casino【WG98.VIP】
King casino【WG98.VIP】⚡, vua nhà cái free 바카라사이트 spins no deposit happyluke bonus codes 2020, 【 KSAG98.VIP】⭐, casino with real player ratings 2021, best slot machines,