السبت، 6 سبتمبر 2008

الععصر البطلمي- عمارة 3

3.المنــازل

طباعة أرسل لصديق
يبدو لأول وهلة أن من العبث محاولة دراسة المنازل البطلمية ، بسبب افتقارنا إلى الأدلة الأثرية والأدبية . لكننا نستطيع تكوين فكرة عن هذه المنازل .

بفضل معلوماتنا عن المنازل الإغريقية في بلاد أخرى وعن المنازل المصرية في عصر الفراعنة ، ويفضل المعلومات التي نستمدها من قاعة ولائم بطلميوس الثاني ومن القصر العالم الذي شيده بطلميوس الرابع ومن مقابر الإسكندرية ومن بقايا منازل قليلة وجدت في الفيوم ومن الأوراق البردية، أما قصور البطالمة فلا يمكن أن نستمد شيئًا منها، لأن معالمها قد ضاعت دون رجعة، وليس في المصادر القديمة عنها إلا إشارات طفيفة .

لقد سبق القول أن مقابر الأرائك في الإسكندرية شيدت وفقًا لتصميم البيت الإغريقي، فإنه توجد في مقابر السوق الورديان والشاطبي وسيدي جابر كل العناصر المميزة لبيت الإغريقي وهي فناء (aule) وبروستاس وأويكوس. ومن بين كل هذه المقابر البطلمية المبكرة نلاحظ أن البناء الأصلي في مقبرة الشاطبي يشبه منازل برايني التي ترجع إلى القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، إلى حد أنه يمكن القول بأنها تعطينا فكرة واضحة عن البيت الإغريقي في الإسكندرية منذ إنشائها حتى آخر القرن الثالث، إذ كان يوجد في هذه المقبرة مثل ما كان يوجد في منازل برايني مدخل ودهليز وفناء (aule) وبروستاس وأوبكوس. غير أنه توجد إلى جانب ذلك في البناء الأصلي للمقبرة صالة كبيرة، أقتضت إنشاءها ضرورة وجود مكان يستريح فيه زوار المقبرة.

وبما أن مقبرتي حديقة أنطونيادس والمكس تمتازان بعدم وجود بروستاس وبوجود فناء ذي أعمدة (Peristyle court) تحيط به غرف، فإننا نتسطيع أن نلمس وجه الشبه بين هاتين المقبرتين وبين منازل ديلوس التي ترجع إلى القرن الثاني وكذلك منازل برايني التي أنشئت بعد القرن الثالث، وفي هذا دليل بين على أن طراز المنازل الإغريقية قد تغير في الإسكندرية أيضًا بعد القرن الثالث. وبما أن مقابر الإسكندرية المبكرة تشبه منازل برايني التي من القرن الثالث، على حين أن مقابر الإسكندرية المتأخرة تشبه المنازل المعروفة في ديلوس منذ القرن الثاني، وبما أن مقابر الإسكندرية كانت تبنى على طراز منازلها، فإنه يتضح جليًا أن طراز المنازل الإغريقية في الإسكندرية قد ساير تطور المنازل الإغريقية في العالم الهلينيسي، وأن الإسكندرية قد شهدت أولاً منازل مشابهة لمنازل برايني وبعد ذلك منازل مشابهة لمنازل ديلوس.

ولا تفيدنا قاعدة ولائم بطلميوس الثاني كثيرًا في دراسة المنازل البطلمية، لأنها كانت عبارة عن قاعةة كبيرة يحيط بها من ثلاث جهات دهليز مغطى ذو أعمدة. وفائدة هذه القاعة لنا في هذا المقامة مقصورة على أنه كانت بها عناصر إغريقية وكذلك عناصر مصرية. إذ بينما كانت أعمدتها الخشبية مصرية كانت زخرفة جدرانها إغريقية.

ويؤيد قصر فيلوباتور العالم أدلة مقابر الإسكندرية، لأنه كان يحتوي كل العناصر المعمارية التي توجد في البيت الإغريقي المعروف في القرن الثالث، وأخصها البروستاس والأويكوس. وتتألف هذه السفينة الضخمة (thalamegos) من طابقين يوجد في أسفلهما مدخل ودهليز وبروستاس وأويكوس، وغرف للأكل وأخرى للنوم. ويوجد في الطابق العلوي غرف أخرى للأكل والنوم وكذلك بعض الهياكل. وطراز زخرفة كل أجزاء هذه السفينة، فيما عدا إحدى غرف الأكل في الطابق العلوي، طراز إغريقي. أما هذه الغرفة المستثناه فقد كانت بها أعمدة مصرية.

وننتقل الآن إلى الكلام عن المنازل التي كشفت الحقائر عن بقاياها في مصر. لقد كشفت البعثة الفرنسية عن أساس ثلاثة منازل بطلمية بمدينة حوران بالفيوم، نكتفي بأن ندرس منها التصميمين اللذين وجدا كاملين، وهما لحسن الحظ يمثلان نوعين من أنواع المنازل المصرية. ويبدو أن أحدهما أعد لسكن أفراد من الطبقة المتوسطة الدنيا، فقد بني على قطعة أرض مربعة الشكل قسمت خمية أقسام، تتألف من مدخل به سلم كان يؤدي إلى الغالب إلى السقف، ومن غرفةجلوس وغرفة نوم ومخزن ومطبخ. ووجه الشبه قريب جدًا بين هذا البيت والبيوت الفرعونية، وخاصة البيوت الفقيرة في كاهون، ولذلك لا نسرف إذا اعتبرناه نموذجًا لبيوت الطبقة الوسطى الفقيرة في عصر البطالمة.

أما البيت الآخر فكان أكبر من الأول. ويحتمل أنه كان لأسرة من الطبقة الوسطى المتيسرة، ووجه الشبه قوي جدًا بين هذا البيت البطلمي وبيوت الطبقة الوسطى في العمارنة، من حيث مساحته المربعة الشكل وتقسيمها ثلاثة أقسام تتألف من مدخل وصالة وسطى وغرف للنوم ومطبخ ومخازن. وهذا يثبت بوضوح أن طراز البيت مصري، ويؤيد ذلك أيضًا شكل النوافذ والأبواب. حقًا أن توزيع الغرف مختلف في الحالتين، لكن الصبغة العامة واحدة.

بيد أنه يبين أنه كانت توجد في هذا البيت ظاهرة هامة. إذ يحتمل أن كل أو على الأقل جانبًا من سألته الوسطى كان غير مسقوف، وعلى الرغم من أن الأدلة تجعلنا نميل إلى الاعتقاد بأن الصالة الوسطى في البيوت المصرية كانت مغطاة، وإن الضوء والهواء كانا يصلانها عن طريق الفتحات التي في أعلى جدرانها (clerestory system)، فإن الظاهرة الجديدة التي نلحظها هنا لا تدعو إلى زعزعة هذا الاعتقاد، ولا إلى الظن بأن هذا البيوت المصرية البطلمية كان ضدى لما حدث في المعابد المصرية البطلمية، ذلك أننا سنرى أن صالات الأعمدة في هذه المعابد قد استبدلت بطريقة الإضاءة من الفتحات العليا الجانبية (التي كانت تتطلب أن يزيد ارتفاع الأعمدة الوسطى على ارتفاع الأعمدة الجانبية، وتبعًا لذلك اختلاف مستوى سقف الجزء الأوسط عن سقف الجانبين) طريقة أخرى للإضاءة كانت عبارة عن عمل فتحات في السقف نفسه. وبما أنه لم يكن لهذا التغيير في المعابد أثر في طابع صالات الأعمدة، فلا داعي لأن يكون له في المنازل من الأثر في الصالة الوسطى المكشوفة فناء داخليًا، فيجب ألا نخلط بينه وبين الفناء الإغريقي ذي الأعمدة (Peristyle Court) لأن لكل منهما طابعه الخاص، إذ بينما كان الأول نتيجة طبيعية للطريقة المألوفة في تقسيم المسطح المربع الذي يمتاز به البيت المصري، فإن الثاني فناء أمامي به أعمدة وتحيط به عدة غرف.

ويبدو أن طريقة الإضاءة هذه قد انتشرت تدريجيًا، إلى حد أن الصالة الوسطى أصبحت تترك عادة غير مسقوفة، كما تثبت لنا حفريات البعثة الألمانية في الفيوم، التي كشفت عن تصميم بيتين من العصر الروماني في بطن حارث، إذ أن هذين التصميمين يتفقان من حيث وجود صالة وسطى مكشوفة أو فناء. والتصميمان غير كاملين إلا أن الزمن كان أكثر شفقة بأحدهما من الآخر، ولذلك نرى فيه ما نلقاه عادة من الغرف في البيوت المصرية. ومن الطريف أن نلاحظ أن بعض أجزاء هذا البيت قد زينت بأشكال آلهة إغريقية صورت بطراز إغريقي وقد أثبتت حفريات هذه البعثة في تبتونيس أن البيوت التي كشفت عنها هناك تتفق مع البيوت التي كشفت عنها في القرية سالفة الذكر من حيث صف الغرف حول صالة وسطى أو فناء أوسط. ولذلك يبدو أن جميع الغرف حول قاعة وسطى، كما كانت العادة دائمًا في عصر الفراعنة، قد استمر أيضًا في المنازل المصرية في عصري البطالمة والرومان. ولعلنا لا نبالغ إذا اعتقدنا أننا قد ورثنا عن الفراعنة الصالة الوسطى الشائعة في البيوت المصرية إلى عهد قريب جدًا.

وقد كشفت بعثة ألمانية أخرى في فيلادلفيا عن بقايا بيوت ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد اختفت هذه المنازل عن بعضها بعضًا في توزيع الغرف، لكنها كانت تحتوي عادة على أربع غرف أو خمس في كل طابق. وجدير بالملاحظة (أولاً) أن الدور الأرضي في هذه المنازل خال من النوافذ والأبواب، ويرجح أنه كان يستعمل بمثابة أقبية للتهزين، و(ثانيًا) أن الإنسان كان يصل إلى هذه المنازل، إما من الشارع الرئيسي أو من فناء يتصل بشارع جانبي، بواسطة سلم خارجي يؤدي إلى الطابق الأول، ولعل سبب هذه الطريقة في البناء موقع فيلادلفيا الصخرى الذي لم يسمح بحفر أقبية تحت الأرض دون تكبد صعوبات ونفقات كثيرة. ويعطينا صورة لهذا النوع من البناء نموذج صغير لبيت موجود الآن في متحف القاهرة. وهذا النموذج يتكون من دور أرضي مغلق فوق مستوى سطح الأرض، يعلوه طابق أول يصله بالشارع سلم خارجي وتقوم فوق هذا الطابق أربعة أو خمسة طوابق أخرى.

ولا يمكننا الجزم بعدد الطوابق التي كانت تتألف منها البيوت في فيلادلفيا، لكننا نسمع أن البيوت في قوى أخرى، مثل سوكنوبايو نيسوس (Soknopaiou Nesos) وتبتونيس وغيرهما، كانت تتكون من طابق واحد أو طابقتين، على حين أن النموذج الذي مر بنا ذكره يتكون من خمسة أو ستة طوابق، ويرجح أن هذه كانت حال البيوت في المدن الكبرى. ويتعذر علينا أيضًا أن نعطي صورة كاملة عن داخل المنازل، لأنه في أغلب الأحوال لم تبق من الطابق الأول الذي كان يستخدم للسكن إلا الأجزاء السفلى من الجدران، غير أنه يمكننا أن نستخلص من هذه البقايا ومن أدلة الوثائق البردية أن الجدران كانت تغطي بطبقة من الجبس وتطلي بألوان متعددة كما لو كانت مكسوة بالرخام الملون.

وترينا بقايا أحد المنازل من النوع الشائع في فيلادلفيا أنه كان يتألف من طابق أرضي مغلق وطابق علوي يصل إليه سلم من فناء خارجي. ويتكون هذا الطابق العلوي من ردهة وغرفة أمامية وأربع غرف أخرى وسلم يصل الطابق العلوي بالطابق الأرضي وكذلك بالطوابق العليا أو بالسقف. ونحن نميل إلى الاعتقاد بأن هذه البيوت قد شيدت طبقًا لنموذج إغريقي، لأننا إذا شبهنا الردهة بالفناء (aule) الإغريقي، فإننا نجد في هذه البيوت كل العناصر الأساسية التي كانت توجد في المنازل الإغريقية في القرن الثالث قبل الميلاد وهي: فناء وبروستاس وأويكوس. وإذا كانت هذه المنازل تختلف بعض الشيء عن البيوت الإغريقية المألوفة في القرن الثالث، فإننا نعزو ذلك إلى أثر البيئة لأننا نعتقد أن مطالب البيئة الزراعية هي التي فرضت وجود فناء خارجي وطابق أرضي في هذه المنازل. وبما أنه كان لهذه المنازل فناء خارجي، وبما أن الدور الأرضي كان خاليًا من النوافذ والأبواب ولم يستعمل للسكن، فإنه لم يكن هناك داع لوجود الدهليز الجانبي المألوف في البيوت الإغريقية. ويؤيد هذه النتائج التي وصلنا إليها أن هذه البيوت كانت مزخرفة بزخرفة إغريقية صميمة ، وأنها شيدت في بداية القرن الثالث لتأوى فيما يبدو النزلاء الإغريق في فيلادلفيا، التي خططت في عهد البطالمة على نمط التخطيط الشائع في المدن الإغريقية منذ القرن الخامس، وأنها تشبه المنازل الريفية في برجام.

ولنتناول الآن الكلام عن أدلة الوثائق البردية كان أغلبها مع الأسف من العصر الروماني. ونلاحظ أنها تشير إلى بعض عناصر البيت الإغريقي في ثلاثة أماكن فقط على النحو التالي: بروستاس واويكوس في الإسكندرية، وفناء (aule) وبروستاس وأويكوس في الإسكندرية، وفناء (aule) وبروستاس في فيلادلفيا. وبوستاس فقط في فيلادلفيا وبطوليميس. ونلاحظ أن البروستاس كان في بطوليميس في بناء عام، وكان في فيلادلفيا في إحدى الحالات الغرفة التي أمام غرفتي البخار في حمام عام. وفي حالة أخرى الغرفة التي أمام مخازن بيت زينون، ومن ثم يبدو أن كلمة بروسناس أصبحت تطلق على أنه غرفة أمام أخرى. غير أنه في حالة ثالثة في فيلادلفيا وكذلك في الإسكندرية، يبدو أن البروستاس كان كنظيره في البيوت الإغريقية الأخرى، أي أنه كان الغرفة التي تقوم أمام الغرفة الرئيسية في البيت.

ومن ثم فإن الوثائق البردية توحي بأن طراز منزل برايني الذي كان شائعًا بين إغريق القرنين الرابع والثالث ـ بما فيه من فناء (aule) وبروستاس وأويكوس ـ كان معروفًا في الإسكندرية وفي فيلادلفيا. وإزاء ندرة ذكر البروستاس في الوثائق البردية المتأخرة، يبدو أن ما حدث في برايني قد حدث هنا أيضًا، أي أن البروستاس والفناء (aule) قد خلفهما فناء ذو أعمدة (peristyle court)، على نحو ما يوجد في بيوت ديلوس منذ القرن الثاني قبل الميلاد. ولذلك يبدو أن أدلة الوثائق البردية على قلتها تؤيد تفسيرنا للأدلة الأثرية.

ونستخلص إذن مما مر بنا أن الأدلة الأثرية والأدبية والبردية تثبت ما يأتي:

أولاً: إن إغريق الإسكندرية قد أحضروا معهم إلى عاصمة البطالمة أنواع البيوت التي كانت مألوفة في الأنحاء الأخرى من العالم الإغريقي في العصر الهلينيسي، ونستخلص من الصبغة الإغريقية التي كانت تميز طراز العمارة والزخرفة في كل مقابر الإسكندرية تقريبًا أن بيوت إغريق الإسكندرية كانت تمتاز كذلك في أغلب الأحيان بطراز إغريقي في عمارتها وزخرفتها. بيد أنه لا يبعد أن بعض الأغنياء كانوا يشبعون أحيانًا بعض نزواتهم بشيء من الزخرفة أو العمارة المصرية، على نحو ما حدث في قاعة ولائم بطلميوس الثاني أو سفينة بطلميوس الرابع. لكننا لا نعرف إلى أي مدى كانوا يذهبون في هذه الناحية، ومع ذلك نرجح أنهم لم يغالوا في ذلك على الأقل أول الأمر، إذ بينما كان طراز الغالبية العظمى من غرف سفينة فيلوباتور إغريقيًا، كان طراز زخرفة غرفة واحدة مصريًا. وبديهي أن هذه المنازل الإغريقية في مصر كانت من نصيب الطبقتين العليا والوسطى. وقرب الشبه بين منازل الفقراء في بلاد الإغريق وفي مصر يجعل من العسير بل من العبث أن نحاول التفرقة بين أنواع منازل الفقراء من المصريين ومن الإغريق.

ومن المحتمل أن تكون بطوليميس قد اقتفت أثر الإسكندرية في هذا المضمار. ومن اليسير أن نفسر وجود منازل إغريقية في الإسكندرية وفي بطوليميس، فإن هاتين المدينتين أنشئتا حديثًا لتكونا منبع الحضارة الإغريقية في مصر. وقد نجحتا في الواقع في الاحتفاظ بصبغتهما الإغريقية حتى الفتح الإسلامي. ولابد من أن الحال كانت كذلك في نقراطيس، المدينة الإغريقية القديمة. ولا ريب في أنه ق أنشئت منازل إغريقية كذلك في المدن والقرى التي أنشئت حديثًا للإغريق في الفيوم.

أما فيما عدا الأماكن التي ذكرناها، فإن الإغريق استقروا في مدن وقرى كانت من قبل آهلة بالسكان. وكان أغلب هؤلاء الإغريق جنودًا أو تجارًا نستبعد أنهم أقدموا يوم حطوا رحالهم في مصر على تشييد بيوت خاصة بهم يكون طرازها إغريقيًا، ولاسيما أن الجنود كانوا يمنحون مساكن في بيوت المصريين. ومن المحتمل أن هؤلاء الجنود والتجار لم يعيشوا من قبل في منازل تختلف كثيرًا عما وجدوه من المنازل المصرية. ويبدو طبيعيًا إذن أن إغريق الأقاليم بوجه عام استعملوا المساكن المصرية التي وجدوها فيما نزلوا به من الأماكن، ولعله بمضي الزمن وتناسب هذه المنازل مع البيئة ألف الإغريق سكنى هذه المنازل. وإذا اتخذنا بيوت الفيوم الرومانية دليلاً، فإننا نرجح أنه عندما كان الإغريق يسكنون بيوتًا مصرية كانوا يزخرفونها إغريقية.

ثانيًا: يبدو أن المصريين بوجه عام قنعوا في عهد البطالمة بأنواع البيوت التي ورثوها عن الدولة الحديثة وأورثوها لخلفائهم، فقد احتفظوا بالطراز المصري في تصميم منازلهم وعمارتها، وكذلك في زخرفتها، إذا اعتمدنا في هذا الصدد على المقابر المصرية البطلمية، فيما عدا مقبرة بتوسيريس التي رأينا في جانب من زخرفتها طراز مختلطًا، وإن دل هذا على شيء فهو يدل أيضًا على أنه في بعض الأحيان كان يميل أثرياء المصريين وخاصة المتأغرقين منهم إلى زخرفة منازلهم زخرفة مختلطة، بل يحتمل أنهم كانوا ينشئون لأنفسهم بيوتًا على طراز إغريقي يتفق مع أسلوب حياتهم.

ليست هناك تعليقات: